المصدر الصّناعي هو كل لفظٍ زِيدتْ في آخره ياء مشدّدة، بعدها تاء مربوطة: (يّة)، للدلالة على ما فيه من الخصائص، نحو: (الإنسانيّة)، فإنها تدلّ على خصائص الإنسان، و(اللّصوصيّة)، فإنّها تدلّ على خصائص اللّصوص.
ولا فرقَ في ذلك بين أن يكون الاسم عربيّاً أو أعجميّاً، أو جامداً أو مشتقّاً، أو مثنّىً، أو جمعاً.. نحو: [الرأسمالية – الاشتراكية – الأقدميّة – الكيفيّة – الماهيّة – الهُوّيّة – الحسَّاسيّة]([1]).
والأخطاء الشائعة في هذا الباب، تأتي من التوسع في المصدر الصناعي، إلى حَدّ تحويلِ المصدر العاديّ إلى صناعيّ، بزيادةٍ هو غنيٌّ عنها، ولا تضيف إلى معناه جديداً. تجد ذلك في مصادر كثيرة: مثل الإمكان، والاستقلال، والإشكال، والإنتاج، والاعتماد؛ فتجدهم يقولون: إمكانيّة، واستقلالية، وإنتاجية، واعتمادية، وإشكالية([2]). والأصل أن المصدر في هذه الحالات موجود، ومؤدٍّ للمعنى المقصود، فلا داعي لصناعة مصدر جديد.
وتجد أيضاً من يضيف هذه الياء إلى اسم جامد، لا تزيد فيه أي معنى، مثل “الآليّة” بمعنى “الآلة”.
هوامش:
([1]) من الخطأ الشائع في هذه العبارة: تخفيف السين الأولى، ولا يصح فيها إلا التشديد، لأنها من صفة المبالغة “حسّاس”، وهو مشدد، ومثلها: الشفّافية، بتشديد الفاء، لأنها من صفة الشفَّاف.
([2]) هذه الكلمة خصوصاً، يمكن تخريجها بنوع من التأويل، بأن تكون نسبةً إلى الإشكال، فتكون صفةً لموصوف محذوف، أي “مسألة إشكالية”، فتكون بمعنى “مشكلة”، وعليه فلا داعي لها ما دامت تؤدي معنى “مشكلة” ولا تزيد عليه.